القلق‏...‏ لا يعترف بالطفولة

القلق‏...‏ لا يعترف بالطفولة

:‏
القلق لايعترف بسن‏,‏ فهو لايصيب الكبار فقط وإنما الصغار أيضا‏,‏ وتتزايد معدلات القلق خلال العام الدراسي نتيجة خوف الصغير من العقاب الذي يمكن ان يتعرض له في حالة عدم اتمام الواجب المدرسي أو مذاكرة الدروس‏,‏ لذلك أصبح القلق ملازما لأطفالنا‏..‏ فكيف نحميهم؟ وقبل ذلك لماذا يصيبهم؟

الدكتورة هدي الناشف أستاذ تربية الطفل بكلية رياض الأطفال بجامعة القاهرة تحذر من التقييم السلبي لما ينجزه الاطفال وتوبيخ الآباء لهم باستمرار علي ما يصدر عنهم من أفعال‏,‏ لأن هذا يعرضهم للقلق وتضيف ان مصادر القلق لدي الاطفال عديدة وان كانت مرتبطة في أغلب الأحيان بدوافع الطفل الذاتية ورغباته لأنها تكون عادة موضع عقاب من الوالدين‏..‏

فالطفل يقلق عند ولادة طفل جديد لأنه يشعر بأنه يهدد مركزه عند أبويه وتنبه د‏.‏هدي الي ان القلق عند الطفل يؤثر علي نموه الاجتماعي والمعرفي‏,‏ فقد لوحظ وجود درجة عالية من القلق عند أطفال الروضة يتمثل في الميل الي جذب الانتباه وطلب المساعدة والتعلق والتلامس مع الكبار المحيطين بهم‏,‏ مما يعني تراجعا الي مراحل أقل نضحا في النمو الاجتماعي والمعرفي‏,‏ أما إذا تعرض الطفل للظروف القاسية والاسراف في المعاقبة فقد يتخذ القلق شكلا أخطر وهو ما يسمي بالخوف المرضي أو الفوبيا‏,‏ وتظهر هذه الفوبيا في شكل الخوف من اقتراب أي حيوانات أليفة منه أو الوجود في مكان مفتوح أو وجود زحام من حوله‏..‏ مثل هذه المظاهر تجعل الطفل فريسة للخيالات والهواجس والأفكار المظلمة مثل الخوف من احتمال انفصال

والديه أو صوت أحد أفراد الاسرة‏,‏ وغالبا لا يتحدث الطفل عن هواجسه هذه الي الآخرين ويمتنع عن تذكرها أو التفكير فيها لطبيعتها المخجلة وهو ما يسمي ميكانيزم الكبت الذي يمكن علاجه بتشجيع الطفل علي الافصاح عن مخاوفه لوالديه أو للمقربين منه وعدم كبت المواقف التي تعرض فيها للخوف‏,‏ لأن المصارحة لاتجعل هناك مجالا لنشأة الفوبيا لذلك نري بعض الاطفال يتعرضون لحوادث مزعجة أو مخيفة‏,‏ ومع ذلك لا تنشأ لديهم مخاوف مرضية من المواقف التي مروا بها نتيجة أنهم تحدثوا عنها ولم يكبتوها‏.‏